شرح الهرم الأكبر الجزء الثانى

هندسة بناء الهرم الأكبر

بعد أن إنتهينا من شرح رحلة دفن الملك خوفو داخل هرمه ننتقل إلى فكرة بناء الهرم وهندسة البناء والشكل الخارجى للمجموعة الهرمية 



الهرم الأكبر قامت ببناؤه أيدى عاملة مصرية كما وضحنا من قبل وكان كبير مهندسى الهرم والمهندس المشرف على البناء المهندس "حم أون" والذى يعنى إسمه خادم أون و "أون" هى مدينة عين شمس مقر عبادة الشمس فى مصر القديمة ، وهو مهندس الملك خوفو، وقد أرسل الطلاب والعلماء إلى مدينة "أون" كي يختاروا اسما للهرم، وكان ذلك الاسم هو (آخت خوفو) أي أفق خوفو. فهذا هو الأفق الذي سيستقل منها الإله رع مراكب الشمس كي يبحر بها وتجدف له النجوم، ويقتل بمجاديفها الأرواح الشريرة ليفنى الشر فيقدسه شعبه. والملك خوفو هو أول ملك يعتبر نفسه الإله رع على الأرض.

عندما شرع الملك خوفو فى بناء هرمه و بعد أن ذهب موكب الملك ليختار موقع مجموعته الجنائزية بدأ العمال فى بناء المشروع العظيم للدولة وهو مشروع بناء هرم الملك .

بدأ العمل فى المجموعة الجنائزية للملك على يد العمال الأحرار طوال 20 عاماً وكان العمال يؤدوا أعمالهم فى موسم الفيضان فقط وهو الموسم الذى تغمر فيه مياه النيل أراضى المصريين مما يجعلهم يتجهوا للمعل فى مشروع الملك العظيم معنى ذلك أنهم عملوا على بناء الهرم مدة 6 أعوام فقط  بمعدل 3 شهور كل عام على مدة 20 عام 

عمل هؤلاء العمال على مجموعات أو فرق وكل فرقة لها رئيس وكل فرقة أو مجموعة حملت إسم خاص بها ، وكل فريق عمل بهمة خاصة به فقط فى المجموعة الهرمية ، منها نقل الحجارة ومنها رص الحجارة ومنها قطع الحجارة وغيرها من الوظائف المتعلقة ببناء المجموعة الجنائزية.
وكان العمال من الاحرار ويتم تقديم الوجبات لهم من الطعام وأماكن للراحة والنوم وأكل العمال 3 أيام فى الأسبوع لحوم وأسماك و ذلك دلل عليه ما تم العثور عليه فى مقابر العمال ، بالإضافة إلى أن هؤلاء العمال تم معاملتهم معاملة حسنة بالإضافة إلى الرعاية الصحية حيث تم العثور أيضاً على جمجمة تم عمل لها عملية تربنة ، وبقايا هيكل عظمى لأحد العمال تمت له عملية بتر و من بقايا العظام علمنا أنه قدر على العيش بعد ذلك فترة لا تقل عن 10 أعوام مما يدل على نجاح تلك العملية و تقدم الطب فى ذلك العصر المبكر 

وفى آخر الدراسات الحديثة التى قام بها قسم الموارد البشرية فى أحدى الجامعات وجدوا أن مكان البناء لا يتسع لأكثر من 600 عامل يقوموا بأداء عملهم فى آن واحد ، وعملت فرق بناء الهرم بالتناوب فى العمل بين الفرق ، و على مساحة 13 فدان قامت هذه الفرق بالعمل على إتمام العمل على أكمل وجه ، إرتفع الهرم حوالى 147 متر لكن فى الوقت الحالى حوالى 136 متر ، وزاوية إرتفاع الهرم حوالى 51 درجة ، وهى الزاوية المثالية لبناء الهرم وتفادى بها أى مشاكل تحدث فى الهرم مثل ما حدث مع سنفرو فى الهرم الأسود والهرم الاحمر .
 وقاعدة مربعة الشكل كل ضلع من الأضلاع بطول228 متر و فى الوقت الحالى 213 متر ، و كل ضلع يطل على إتجاه من الإتجاهات الأربعة ،  لتصبح إتجاهات أضلاع الهرم شمالأ وجنوباً و شرقاً وغرباً ومدخل الهرم الذى فتحه الخليفة المأمون من الإتجاه الشمالى كباقى مداخل الاهرامات وذلك المدخل نحته الخليفة المأمون فى فضولية للبحث عن مدخل الهرم ، وهو المدخل الذى ندخل منه الهرم فى الوقت الحالى.

و نعود للحديث عن عمال الأهرامات حيث قطع هؤلاء العمال ما يقرب من 2 مليون و 800 ألف من الحجارة و بعض الكتابات أحصت عدد الأحجار التى قطعت للهرم بحوالى 2 مليون و 300 ألف حجر و فى الأقرب أنهم مابين 2.300.000 إلى 3.800.000 حجارة ، متوسط وزن الحجارة حوالى 2.5 طن على أن بعضها يصل وزنه إلى 15 طن "15 ألف كيلو جرام" و هو وزن مهول على أن يتم حمله فى ذلك الوقت بتلك المعدات البدائية و هو ما دفع البعض بالتفكير فى أن من بنى الهرم هم من الفضاء و غيرها من الأقاويل الغير موثقة ، مثل ذلك الرأى الذى يقول بأن الفراعنة إبتكروا روافع تعمل بنظام ضح ثقل من الماء معبأ فى خزان فى مكان أعلى ويقوم برفع الحجارة

فى النهاية قدر المصرى القديم على رفع تلك الحجارة ونقلها على محفة خشبية طوال الطريق سواء كانت من محاجر الجيزة كالحجر الرملى ،  أو من محاجر طره الحجر الجيرى الجيد للكساء ،  أو من أسوان كالحجر الجيرانيتى الأحمروهو لكساء الدعامات الداخلية فى غرفة الدفن الأساسية و هو ذلك الحجر الذى عرف بإسم الحجر السوان و قدر المصرى القديم على جلبه وجره لمسافة تزيد عن 630 كيلومتر أو ربما شحن تلك الحجارة بحراً ولكن لا دليل على نقل تلك الحجارة بحراً 

وهناك العديد من الآراء حول رفع الحجارة لوضعها فى موضعها كما هو موضح فى الصورة ، هناك الطريق الحلزونى حول الهرم ، والطريق الصاعد الرملى الذى يرتفع بإرتفاع الهرم و يتم إزالته بعد الإنتهاء ، أو البناء بالشكل الحلزونى وإكمال الفراغات بعد الإنتهاء من الهرم نفسه .
وعلى ذلك الطريق الصاعد سواء كان حلزونى أو مستقيم كان يتم جر الحجارة على المحفة و كان هناك من يقوم بسكب الزيت أو اللبن أمام المحفة حتى يسهل على العمال جر قطعة الحجارة ، وهناك رأى انه كان يتم تركيب على الحجاة قطعة خشبية على شكل ربع دائرى من الأربع إتجاهات ليصبح شكل الحجارة كالأسطوانة ويسهل دحرجتها صعوداً لكن ذلك يزيد من الخطورة فى حال إنفلات الحبال الخاصة بجر تلك الحجارة و فى الصورة التالية يظهر مثل تلك القطعة الخشبية حيث تم العثور على مثلها فى مقبرة عمال الأهرامات 

وبعد الإنتهاء من رص الحجارة "قام المصرى برص تلك الحجارة عن طريق خلخلة الهواء بين الحجر والآخر وبدون مواد أسمنتية" قام المصرى القديم بكساء ذلك الهرم بحجر جيرى أبيض ليصبح من أسماء ذلك الهرم إسم "الهرم المضئ" حيث كان يضئ يومياً عندما تشرق الشمس عليه يومياً ليصبح شاهداً على عظمة المصريين 


وشـــــكــــــــراً 
يتبع 
كتبه : محمود إبراهيم
MeeM

No comments:

Post a Comment