شرح الهرم الأكبر الجزء الأول

رحلة الدفن داخل الهرم

لنرجع بالزمان ونتخيل أنفسنا ضمن كهنة الملك خوفو ونحضر جنازة الملك 
فى البداية يصل جسد الملك المحنط المحمول على مركب و ترسوا المركب عند المرسى الملاسق لمعبد الوادى الخاص بالمجموعة الهرمية "فى الوقت الحالى ذلك المعبد مفقود وموقعه تحت قريبة نزلة السمان" و يتم إنزال الجسد ليدخل معبد الوادى كمرحلهة أولى
بعد تلاوة الصلوات و تبخير المتوفى يتم حمل الجسد ووضعه فى التابوت والخروج من الباب الخلفى لمعبد الوادى الذى يعتبر بوابة 
الدخول لذلك الطريق الصاعد 

الطريق الصاعد
سمى بالطريق الصاعد و نؤكد على تلك التسمية "الطريق الصاعد"  ذلك لأنه الطريق الذى يصعد عليه الملك المتوفى فى هئية حورس وكأنه يصعد للسماء ليتحول إلى أوزير فى العالم الآخر ليساعد رع فى رحلته النيلية فى العالم الآخر وفى صراعه مع الشر 
بعض الباحثين يعتبروا ذلك الإسم خاطئ نظراً لأن الطريق يصعد ويهبط عليه الكهنة يومياً ، ذلك هو الخطأ بعينه لقد سمي بالصاعد لأن بداية الطريق من الأسفل ويتجه بهم صعوداً و نظراً لأن الإستخدام الرئيسى لذلك الطريق هو نقل جسد المتوفى من أسفل لأعلى ، إذاً ماهى المشكلة فى تسميته بالطريق الصاعد 
فى الواقع نجهل الطول الدقيق لهذا الطريق نظراً لأن بدايته تحت أنقاد قرية نزلة السمان وقد كان ذلك الطريق مسقوفاً إلا من بعض النيشات أو الفتحات التى تسمح بدخول ضوء الشمس و خروج دخان البخور منها و ذلك إفتراضاً نظراً لأن ما تبقى من ذلك الطريق يعتبر أطلال تعرفنا الشكل العام له فقط وإتجاهه
كما انه ساد إعتقاد بأن ذلك الطريق لم يكن عليه رسومات وذلك بعد المقارنة بين مقابر ملوك الأسرة الرابعة والثالثة و الشكل العام للفن فى ذلك العصر إلا أن الأستاذ الراحل سليم حسن قد كشف عن بعض الشقافات وبقايا نقوش على بعض الحجارة التى تعود للطريق الصاعد و بعض منها أستخدم فى بناء أهرامات الدولة الوسطى
وكان يتخلل ذلك الطريق بعض الأنفاق التحتية له حتى يستطيع المارة المرور من أسفل الطريق حتى لا يقطع طريق العامة ويضطرهم للدوران حول سور المجموعة الجنائزية 


المعبد الجنائزى
بعد ذلك يتوجه الكهنة حاملين جسد الملك المتوفى إلى نهاية الطريق الصاعد ليدخلوا من بوابة فى نهاية الطريق تلك البوابة تؤدى إلى داخل معبد يعرف بإسم المعبد الجنائزى حيث فيه تكون نهاية رحلة صعود الملك للسماء"فى زهن المصرى القديم" وهنا تبدأ المرحلة الأخيرة قبل إدخال الملك لمقبرته 
ذلك المعبد فى مجموعة الملك خوفو الجنائزية كان يتكون من 3 أنواع من الحجارة ، حجر البازلت الأسود و كان فى الأرضية و حجر الجيرانيت الأحمر وكان فى الأعمدة و الحجر الجيرى الأبيض فى الجدران ليصبح بذلك المعبد يتكون من ثلاثة ألوان تجعل المعبد تحفة للناظرين له بالإضافة إلى زينته من الأعمدة داخله حيث يتكون من فناء تحيط به الأعمدة الجيرانيتية من جميع الجهات فى صفة واحدة من الأعمدة ، ماعدا الجهة الغربية من المعبد وهى الجهة الداخلية منه توجد 3 صفوف من الأعمدة و يضيق كل صف عن سابقه إلى انا يصل لمدخل ضيق إلى مكان يعتقد انه كان بيه تماثيل للملك خوخو "إفتراض" أو ربما كان به باب وهمى كرمز لدخول الروح للهرم من خلاله ، وذلك لأن الحائط الغربى للمعبد الجنازي كان ملاصقاً للهرم.
وذلك المعبد فى الوقت الحالى حالته سيئة لكن يتبقى منه بعض حجارة من كساء الأرضية الخاصة به كفيلة بأن تعطى لنا جزء كبير من التخطيط العام لذلك المعبد 
الهرم الأكبر من الداخل 
يصعد الكهنة حاملين جسد المتوفى وصولاً به إلى مدخل مقبرته المتمثلة فى الهرم الأكبر و عند مدخل الهرم يقوم الكاهن الأكبر أو الإبن الأكبر للملك بعنل طقوس ما قبل الدفن و طقسة فتحة الفم و يتم إدخا التابوت الخشبى الخاص بالملك إلى داخل مقبرته عن طريق مدخل خاص بالهرم و هو مدخل بطول 36 متر يصل بعد ذلك إلى مفترق طرق حيث يكمل الممر هبوطاً و صعوداً 
لو هبطنا نصل إلى الغرفة تحت الأرضية والتى يعتقد البعض انها كانت مخصصة لدفن الملك فى حال وفاته المفاجئة قبل إتمام الهرم و هو رأى العالم الجليل دكتور طارق سيد توفيق، و هناك رأى بأنها كانت مخصصة لعبادة الإله سوكر وهو رأى الباحث العبقرى "أحمد فهيم" و هناك رأى كما إعتقد الدكتور أحمد فخرى انها كانت ربما هى مقر الدفن الرئيسى ولكن تغير تصميم الهرم أثناء البناء مما جعلهم يهجروا تلك الغرفة من دون إكمال
نعود للمر الأساسى وبدلاً من النزول سوف يكمل الكهنة صعوداً بجثمان المتوفى ليصلوا إلى ممر صاعد بطول 36 متر تقريباً يرتفع سقفه إلى ما يقل عن متر من الإرتفاع مما يجعل الصعود غاية فى الصعوبة ، ثم يصل الكهنة إلى فناء مفتوح طوله 47 متر سقفه عالى يصل إلى 8 أمتار إرتفاعاً و فى نهايته يوجد ممر صغير منخفض السقف وهو ممر أفقى غير منحدر كباقى الممرات السابقة و فى ذلك الممر الأفقر يكون هناك 3 كتل حجرية معلقة بالحبال و هى تعمل كمتراس لغلق الهرم بعد الدفن حتى يستحيل على السارق دخول الهرم بعد الدفن أو نبش ذلك القبر.
غرفة الدفن
يدخل الكهنة إلى غرفة الدفن الجيرانيتية وهى بالكامل من الجيرانيت الأحمر و بها تابوت جيرانيتى مخصص لوضع التابوت الخشبى للملك بداخله ، والغرفة بطول 10.4 متر و بعرض 5.2 متر وبإرتفاع 5.8 متر و سقف الغرفة من بلوكات جيرانيتية مستطيلة متراصة جنب بعضها البعض ويعلوا ذلك السقف 5 كتل حجرية مهولة وضخمة فوق بعضها البعض لتصنع لدينا 5 غرف تسمى غرف توزيع الضغط وتلك الغرف تقوم بتخفيف أحمال الحجارة على غرفة الدفن و الغرف التى تحتها وتقول بتوزيع الضغط على جانبى الهرم ، وبين كل غرفة والأخرى مسافة صغيرة لا تصل إلى مترين ، وبها نقوش تعود لعصر متأخر مما يدل على أن الهرم ظل مفتوح لفترة كبيرة من الزمان بعد وفاة خوفو ،
أيضاً تحتوى غرفة توزيع الضغط الأخيرة والعليا على الخرطوش الوحيد الذى يحمل إسم الملك خوفو وهو الدليل الوحيد على ملكية الملك خوفو لذلك الهرم حيث إختفى إسمه من على كل الحجارة ولا يوجد أى تمثال فى المجموعة الهرمية يحمل إسمه ، 
ونعود لغرفة الدفن الأساسية والتى نجد بها أيضاً فتحتان للتهوية فى الجدار الشمالى والجنوبى ، وهى فتحتان للحفاظ على درجة حرارة الغرفة ثابتة وحتى لا يختنف العمال ويخرج الكهنة وفى آثناء خروجهم يقطع أحدهم الحبال التى تحمل الحجارة عند بوابة غرفة الدفن لتنزل تلك الكتل لتغلق الهرم تماماً لكن لسبب ما لم يحدث ذلك وتبقى أحد الكتب الحجرية فى هرم خوفو معلقة حتى الآن فى أعلى المدخل

نعود مرة أخرى للفناء المفتوح الذى له سقف عالى نجد أمامنا مباشرة بوابة تؤدى إلى ممر طوله يكاد يزيد عن 8 أمتار و هو يؤدى فى النهاية إلى ما يعرف بإسم غرفة الملكة و هو تسمية خاطئة لكن لا مانع من أنه ربما بعد ان علم خوخو بسرقة مقبرة والدته فقد جهز لها 
.غرفة فى هرمه لتدفن فيها لكن لا دليل على دفن والدته "حتب حر إس" فيها و للغرفة سقف شبه جمالونى صغير
وعند مدخل تلك الغرفة يوجد بئر غير ممهد يوجد على يمين الداخل إلى غرفة الملكة فى بدارة ذلك الممر و هو شديد الإنحدار للأسفل ويعتقد البعض أنه كان للعمال الذين سيغلقوا متراس الهرم أو انه كان للعمال ليسرع عليهم الحركة صعوداً ونزولاً أو أنه كان مخصص لعمل تيار هواء للعمال اللذين يعملون داخل الغرفة السفلية تحت الأرض حيث أن ذلك الممر أو البئر بعد حوالى 60 متر يلتقى فى نهايته مع الممر المؤدى إلى الغرفة تحت الأرضية 


يتبع فى الجزء الثانى
كتبه :محمود إبراهيم
MeeM

No comments:

أشهر مقالاتنا

PROTECTION : Thanks For Your Support -->