الكاسيا والقرفة


الكاسيا و القرفه

في بعض الأحيان عند القدماء يعتبرون أن الكاسيا هي القرفه الحديثه و الكاسيا و القرفه متشابهان جداً , غير أن الكاسيا أسمك من القرفه ، و أحد منها رائحه و طعمها أكثر قبضاً و أقل نكهه , حيث وردت الكاسيا في النصوص المصريه القديمه في برديه "هاريس" من الأسره العشرين "عصر رعمسيس الثالث والرابع" , أما القرفه فقد ذكرت في الأسرتين الثامنه عشر و التاسعه عشر ، حيث ذكر أنها كانت تستورد من بلاد بونت "حملة حاتشبسوت التجارية لبلابد بونط ، وحملة رعمسيس الثانى ايضاُ"، و لكن لما لم تكن القرفه من محصولات مصر وكانت فى أغلب الأمر تزرع فى بلاد بونت فمن المرجح جداً أن تكون قد وصلت إلي مصر عن طريقها. و ذكرت القرفه و خشبها مراراً في برديه "هاريس" أيضاً.

وقد كانت كل من الكاسيا و القرفه معروفه جداً لدي اليونانين و الرومانيين , أما الأغراض التي أستعملت فيها الكاسيا و القرفه غير معينه في النصوص المصريه القديمه , و لكن من الطبيعي أنهما أستخدمتا للتعطير ، و ربما كبخور أيضاً , و يذكر "هيرودوت" أن الكاسيا قد أستخدمت في التحنيط , و يذكر "ديودورس" أن القرفه قد أستخدمت أيضاً في التحنيط .

و هناك دلائل تشير فقط عن العثور علي الكاسيا و القرفه فيما يختص بالموميات , إذ يقول عن مومياء يحتمل أن تكون من الأسره العشرين أن طبقه سميكه من البهارات تغطي كل جزء منها ، و هذا الغطاء الخارجي الذي يتوسط كل مكان بين اللفائف و الجلد لا يزال محتفظاً برائحه ضعيفه للقرفه أو الكاسيا , و لكن عند خلط الماده بالكحول أو الماء ثم تعريضها للحراره تنبعث منها رائحه تتغلب فيها كثيرا رائحه المر[1].


[1] الفريد لوكاس, المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، ترجمه زكي إسكندر، محمد زكريا غنيم  ،ص 495:489.

No comments:

أشهر مقالاتنا

PROTECTION : Thanks For Your Support -->