الملح
- أستخدم الملح فى مصر القديمة منذ عصر
متقدم جداً لحفظ السمك. ولما كان الملح يوجد بوفرة , وهو عامل مجفف فعال جداً , فالمحتمل
أنه أستخدم في التحنيط , أما بعد ذلك فقد اُستخدم بمقدار صغير نسبياً , و
مع ذلك فلم يُستفاد منه إستفاده كليه في تجفيف الجثث , إذ أن إستعماله كان
تقليدياً أكثر مما كان عملياً . و لكن علي الرغم من وفره الأدله علي عدم إستخدام
الملح في التحنيط لا يزال الكثيرون يقولون بعكس ذلك[1].
ـ يقول "اليوت سميث" أنه لا يمكن أن
يكون هناك أي شك في أن الجسم أو الأحشاء كانت تعالج أولاً ثم يقوم الكاهن بنقعها
في محلول ملح الطعام , و لكن يذكر أنه لا يمكن القول بثقه أن ملح الطعام كان هو
الماده الحافظه الأساسيه التي إستخدمها المصريون في التحنيط في معظم العصور , و قد
يكون بصفة عامة ملح الطعام المختلط بشوائب هو وليس النطرون الذى قد اُستخدم لحمام
النقع , غير أنه لم يذكر ما هي الشوائب الطبيعيه المختلطه بالملح.
اما النطرون فيحتوي النطرون المصري دائما علي ملح الطعام , و
كثيراً ما يكون ذلك بنسبه كبيره جداً و يوجد حقائق مذكوره عن الملح فيما يختص
بالتحنيط و هي :-
1ـ وجود مومياء من الأسرة الثانيه عشر تحتوي علي
نسبه من الكلور و نسبه من ملح الطعام .
2ـ وجود عدد قليل من بلورات ملح الطعام فوق جلد أكتاف
مومياء " توت عنخ آمون " و هو من الأسره الثامنه عشر ، و وجد مجموعة أخرى
صغيرة جداً من بلورات الملح الدقيقة داخل التابوت الذهبى للملك أيضاً من ناحية
الرأس .
3- يذكر "اليوت سميث" أن مومياء مرنبتاح
من الأسرة التاسعة عشر كانت مغطاه بقشرة سميكة من الملح ، وهذه المومياء موجودة
الآن بالمتحف المصرى ، وعندما فتحها توصل إلى النتائج الاتية :-
- وجود الجلد يأخذ لون بنى فاتح فى معظم أجزاءة.
- يحتوى على بقع ونقط كثيرة حيث تغطى كلاً من
الصدر و البطن.
- توجد أيضاً نقط مشابهة على الجبهة.
- الملح موجود بقدر صغير جداً بحيث يحتمل أن يكون ناتج من إستعمال نطرون
محتوى على الملح أو من إستخدام مادة بها ملح لغسل الجسم.
4- وجود مومياء من الأسرة السابعة عشرة ولكن لم
نجد بها كمية زائدة من الملح.
وسوف نتناول فى مقال لاحق موضوع ملح النطرون بتفصيل
كتبه
محمود إبراهيم
[1] الفريد لوكاس, المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، ترجمه زكي إسكندر، محمد
زكريا غنيم ،ص 452-465.
No comments:
Post a Comment