السحر فى مصر القديمة

عن السحر فى مصر القديمة 

كان السحر فى مصر القديمة شبه مؤكد وجوده فى الحياه المصرية القديمة و لكن كان يقتصر إستخدامه على أعمال محددة فقط ولم يكن كما هو مخيل لدى بعض المشككين فى الحضارة المصرية القديمة أن السحر كان يستخدم فى جميع الأعمال وفى قطع الأحجار وفى تشييد التماثير والأهرامات وغيرها من الأعمال التى هى من عظمتها ظن البعض انها من عمل السحر وليس من عمل بشر
السحر الذى عرفه المصرى القديم كان هو نوع من أنواع السحر الذى لا يجعله يتكاسل عن القيام بواجبه وأعماله و مثال على ذلك هناك قصة معروفة فى الحضارة المصرية القديمة بإسم التمساح الشمع و هى قصة من الأدب المصرى القديم تروى ما حدث بين رجل وزوجته التى كانت تخونه حينما علم بخيانتها وكيف علم بخيانتها ، وكانت القصة بإختصار انه بطل القصة ذلك الرجل علم بأمر ان زوجته تخونه ولم يكن يعلم مع من تكون خيانته فذهب لكاهن و ذلك الكاهن أعد له تمساح من الشمع و بتلاوة بعض التراتيل السحرية فإنه سوف يصبح مسحور بحيث انه سوف يضعه فى مسبح البيت حتى إذا نزلت زوجته فى المسبح مع عشيقها فإن التمساح سوف يتحول بالسحر إلى تمساح حقيقى يبتلع ذلك العشيق ثم يتحول إلى شمع مرة أخرى ........... وبعد ذلك يأتى الكاهن ليتلو عليه تعويزة سحرية فيتحول مرة أخرى إلى تمساح حقيقى ليلفظ ما إبتلعه ...... و تلك القصة توضح ان للسحر مكان فى الحضارة المصرية القديمة وليست هى مكانة كبيرة او مكانة الشئ الأساسى فى الحياه مثلاً .
و من المؤكد أيضاً لدينا عدم إستخدام السحر فى مصر القديمة فى شتى المجالات او الأعمال وانه كان هناك بعض الكهنة مختصين أو بارعين فى هذا النوع من الأعمال والدليل على ذلك فى الرواية السابقة أن الشخص لم يقم بتنفيذ التعاويز السحرية من نفسه وإنما لجأ إلى كاهن يقوم بصنعها له.
أيضاً فى أعمال بناء الأهرامات والمقابر فإن أبسط ما نقوله أن السحر لا يحتاج إلى 20 عام لكى يتمم العمل أو أنه يخترق حاجز الزمن حيث أن السحر معروف عنه أنه شئ خارق للطبيعة عموماً ، فنجد الهرم الأكبر صاحب النصيب الأكبر حين يتحدث الناس عن استخدام السحر فى مصر القديمة ولا يسلم الهرم من ذلك الكلام ، لكن هذا الهرم أبسط شئ يقال عنه أنه مبنى من حجارة مقطوعة بأدوات يدوية ، تلك الأدوات موجودة وعلامات حفرها من المحاجر وأثرها على الحجر نفسه مازالت موجودة ....وغيره ذلك من الأدلة على أن الحضارة المصرية لم تستخدم السحر فى الحياه العامة بصورة شائعة او دائمة .
لو كان السحر شائعاً فى الحضارة المصرية القديمة لكان من الطبيعى أن يستخدمه العامل الضعيف فى نحت التابوت الخاص به نظراً لأنه عمل شاق مثلاً لكن المصرى لم يفعل ذلك وإنما ترك لنا تابوت محفوظ فى المتحف المصرى فى الدور السفلى وهو معروف بإسم التابوت المكسور وهو الذى يوضح ان المصرى القديم لم يستخدم السحر ، ذلك التابوت كسر من النحات وهو يقوم بنحته نظراً لإختيار قطعة حجارة حيرانيتية غير ملائمة فكسر التابوت وقت نحته وذلك دليل على عدم شيوع إستخدام السحر فى مصر القديمة .

فيما سبق وضحنا أن السحر لم يكن شائع فى مصر القديمة لكنه كان موجود و كان المصرى القديم مهتم بإرضاء أرباب وربات السحر لديه و دائماً ما كان يقدم القرابين حتى تكون الآله راضية و يكسب رضاء الكهنة حيث أن الكهنة كانت هى الوسيط بين العامة والأرباب و قد أرتبطت بعض المعبودات المصرية بالسحر، وكان ذلك من منطلق ارتباطهم العقائدى والفكرى بالسحر. وكان تقديس وعبادة الكثير من الأرباب قائم على الصفات والقدرات السحرية لهؤلاء الأرباب.
أى أن معظم المعبودات المصرية لعبت دوراً ما فى السحر والحماية للأحياء والأموات؛ إلا أن هناك بعض الأرباب الذين تميزت أدوارهم عن غيرهم من المعبودات فى السحر ومن أشهر هذه المعبودات الحامية المرتبطة بالسحر المعبودتان "إيزيس" و"نفتيس"، واللتان لقبتا باللقب (عظيمتا السحر). وقد لقبت المعبودة "واﭽـيت" أيضاً بهذا اللقب، حيث كان لها علاقة بالسحر مثل ايزيس التى قامت بسحر الإله رع نفسه بعد أن جمعت جسد أوزير و سحرته لكن سحرها لم يفلح مع جسد اوزير حيث انه كان ينقصه جزء ، فقامت بسحر رع مما جعله يقول لها تعويزته او إسمه اللذى إلى نطقه على شئ صار حياً وقال لها هذا الأسم بعد عناء وأعاد أوزير حياً لكن فى عالم الأموات ولذلك أصبح أوزير رب العالم الآخر ورب الأموات. 

وشكراً 
كتبه :محمود إبراهيم
الصورة : صورة تخيلية لمرأة مصرية قديمة ترتدى نمس مميز و تاج وتقف بجانبها باستت القطة   

No comments:

أشهر مقالاتنا

PROTECTION : Thanks For Your Support -->