الأدوات المستخدمه في التحنيط
إستخدم
المحنطون أدوات التعامل مع الخصائص التشريحيه و خاصه اختراق عظام الجمجمه لنزع
المخ و فتح البطن لإستخراج الأحشاء , و يضم متحف التحنيط بمدينة الأقصر الأدوات
الجراحيه التي عُثر عليها بالقرب من المقابر. و كانت أدوات التحنيط تُترك في بعض
مقابر العصر المتاخر أو بالقرب منها ، و لقد إكتشفت مجموعه منتقاه منها في مقبرة شخص
يدعى واح – أيب – رع في طيبه ، و كان من بينها حقنه شرجيه ، و ملقطان ، و سكين ، و
خطاف طويل أستخدم لإخراج المخ ، كما عثر علي بعض أدوات التحنيط في دفنات الثور
المقدس في أرمنت [1].
و لكن المواد التي أتفق عليها حسب ما تم عرضها في
متحف التحنيط بالاقصر هي الآتيه :-
1- فرشاه التحنيط المصنوعه من سعف النخيل و طولها
10 سم.
2- مقص برونزي طوله 6.8 سم.
3- ملقاط طوله 7.5 سم.
4- مخرازان احداهما بيد خشبيه و الاخر بدون.
5- إبره برونزيه بخيط كتاني.
6- أزميل برونزي.
7- جفت برونزي بمحبس من العصر الروماني.
8- سباتيولا من البرونز طولها 13.5 سم.
9- ملوقه أو ملعقه برونزيه.
10- مشرطان احداهما طوله 7 سم و الاخر 14.7 سم [2].
و أغلب هذه الأدوات مصنوعه من البرونز فيما عدا
فرشاة التحنيط المجدوله والمصنوعة من سعف النخيل ، و ما يُرجح إستخدام هذه الأدوات
في عمليات التحنيط هو وجودها ضمن مخلفات التحنيط داخل و خارج المقابر.
أما عن إستخدامها فنجد أن المصادر التاريخيه قليلاً
ما تتحدث عن تلك الإستخدمات و لكن الإعتماد الرئيسي في معرفه ذلك يعتمد علي أقوال
المؤرخين الكلاسيكين .
فقد أشار المؤرخ اليوناني "هيرودوت" إلي
إستخدام ثلاثه من هذه الأدوات في كتابه عن مصر (جزء 2 فقره 86-88) ، و أكد أن
عملية إستخراج النسيج المخي كانت عن طريق
آله حديديه أو برونزية معقوفه ، و قد تم العثور علي آلات برونزيه معقوفه يبلغ
طولها 40سم و هي محفوظه في المتحف المصري ، و تؤرخ بعصر الدوله الحديثه , و يشير
هيرودوت لصناعه الأدوات "خاصه آداه
نزع المخ" من الحديد و ذلك لإشتهار صنع الأدوات من الحديد في الفتره التي زار
فيها مصر و هي القرن الخامس ق.م[3].
و يشير هيرودوت إلي أن الجزء المعقوف من هذه الآله
كان يحشر داخل الجمجمه من خلال عظمه المصفويه وهى عظمة أعلي كوبري الأنف ، و يقوم
المحنط بلف الجزء العلوي الممسوك باليد فيقطع الجزء المعقوف - الموجود داخل
الجمجمه - أنسجه المخ الرخوه و يحولها إلي قطع صغيره .
أما فتحه البطن التي تتم أثناء التحنيط فيشرح
هيرودوت طريقة شقها ، و ذلك بحجر أثيوبي حاد و كان يعمل المحنطون شقاً في الجانب
لأخذ محتويات البطن بينما أكد ديودور الصقلي أن الرجل الذي يسمي " القاطع
" كان يأخد حجراً أثيوبيا يقطع به لحم الجسد في مكان مميز.
هكذا يتفق كل من "هيرودوت" و "ديودور
الصقلي" علي أن فتحة التحنيط كانت تُقطع بحجر أثيوبي ، و ربما يقصدان مشرطاً
حجرياً حاداً كان يُصنع من حجر الظران , و قد عثر العالم الآثار الفرنسي "فيكثور
لوريه" علي مثيله في "جبانة العرابي" المدفونه و هو محفوظ الآن
بمتحف التاريخ الطبيعي بمدينه ليون الفرنسيه.
و من العجيب أن المصريين قد تقدموا في الآدوات
الجراحيه و خاصه الأنواع المختلفه من المشارط المعدنيه لكنهم كانوا يستخدمون مشرطاً حجرياً ....!!! و لكن العجب قد
زال حينما أكد الأطباء الذين نفذوا تجربة التحنيط المصريه علي أحد الأجسام الأمريكية
فى عام 1994 ، أن المشرط المعدني ليس له أهميه لأنه سيبقر البطن ، و هذا منافٍ
لقدسية الجسد عند القدماء المصريين.
و بعد أن ينتهي المحنطون يبدأون في إغلاق فتحه
التحنيط , و هناك رأيان في طريقه غلق الفتحه :-
الرأى الأول :- الناتج من فحص أغلب المومياوات المصريه
أن غلق تلك الفتحه كان بلصق شفتي الفتحه بشمع النحل أو الراتنج .
الرأى الثاني :- أكد كلا من " داوسون " و
" سميث " أن هناك حالات أُغلِقت مخيطة بخيط كتاني ، فالإبره الموجوده
بمتحف التحنيط بالاقصر عُثر عليها ضمن مخلفات التحنيط في تل الغراب مما يُرجح إستخدامها
في تخييط فتحه التحنيط .
و هناك مومياوات لم يوجد بها فتحه التخيط مثل التي
عثر عليها في جبانه الملك منتو- حتب نبت حبت رع بالدير البحري و التى تعود لأواخر
القرن الحادي و العشرين ق.م ، حيث أُستخدم معها الحقنه الشرجيه و التي صُورت في
منظر الأدوات الجراحيه بمعبد كوم امبو بأسوان , فكانت الحقنه تُملأ بمحلول زيت الأرز
و يحقن بها الجسد قبل التجفيف حتي يتم التخلص من الطعام.
أما باقى
الأدوات المستخدمة فى عملية التحنيط فمن المرجح أن المحنطين كانو يقومون بفصل أعضاء
البطن عن بعضها وإلتقاطها بعلاقة وجفتان تختلف أشكالهم. ويضم المتحف المصرى أكثر
من ثمانى ملاقط بعضها بمجس والآخر بدون ، كما إستخدم المحنطون فرشاه من سعف النخيل
والتى تُستعمل لإزالة بقايا ملح النطرون بعد الإنتهاء من تجفيف الجسد .
وهكذا أشارت المصادر المتوفرة أن المحنطين كانوا
على دراية بالخصائص التشريحية للجسم ، ووضح ذلك فى معرفتهم بأضعف جزء فى جمجمة الإنسان
وهى العظمة المصفوية ، و تمكنوا من إختراقها لإزاله أنسجه الدماغ كما وصلوا الي داخل
البطن من الناحيه اليسري لمعرفتهم بأن غالبية أعضاء البطن في الناحيه اليمني ، و
خافوا أن يتسببو في أيذاء جسم الانسان الذي كان يعتبر مقدسا من وجهه نظرهم[4].
و نجد أن الصور المصريه التي تمثل عمليه التحنيط
ليست كثيره ، مما يعني ندره النصوص التي تعالج هذا الأمر ، و مع ذلك تحتوي بعض
المقابر علي مناظر تصور العمل في معامل التحنيط , و إن كانت ممثله بطريقه تقليديه ،
فتوجد في مقبرة " تجوي " الطيبية من الأسره التاسعه عشر أربعه مناظر
تمثل مراحل مختلفه لتلك العمليه , و منظراً مشابه آخر من مقبره "آمونموبة".
كتبه
محمود إبراهيم
[1] Spencer,A.J.death in ancient Egypt,1982,29.
[2] احمد صالح ، التحنيط ، جماعه
حور الثقافه ، القاهره ، الطبعة الأولى ، 2000 ، ص55.
[3] احمد صالح ، التحنيط ، جماعه
حور الثقافه القاهره ، 2000 ، ص55.
[4] احمد صالح ، التحنيط ، جماعه
حور الثقافه القاهره ، 2000 ، ص55 ص 56 ص57.
No comments:
Post a Comment