النطرون
- قال "لوكاس" بوجود
النطرون وهو مركب كل من بيكربونات الصوديوم وكاربونات الصوديوم مع كلوريد
الكالسيوم وسلفات الصوديوم ، وهو موجود حالياً بثلاثة أماكن هى (وادى النطرون -
البحيرة - إقليم الكاب بأسوان)[1].
يذكر
"لوكاس" أن نقع المومياء فى مياة النطرون لم يعمل به المصريين فى كل
العصور مهما إختلفت أحوالهم ولكن قال "هيريدوت" أن المومياء كانت تغسل
بالماء بعد مكوثها فى سائل النطرون مدة سبعين يوماً[2].
عثر على النطرون الجاف فى الآثار المصرية فى الحالات
الاتية :-
1- فى مقبرة توت عنخ آمون من الأسرة الثامنة عشرة.
2- فى الرمسيوم من الأسرة التاسعة عشر ، إذ وجد
بها نطرون ومعه قماش منقوش.
3- فى مقبرة فى سقارة من الأسرة الحادية والعشرين ،
وجد بها أوانى و أوعية بها النطرون.
4- هناك لفات فى مقبرة "مريت أمون"
بطيبة ، إذ وجدت كتل صغيرة ملقاه خارج وعائها السليم و مطروحة فى السلة.
5- وجد نطرون فى مقبرة من الأسرة الحادية والعشرين
بكفر عمارة.
6- وجدت مواد مختلفة عن التحنيط بالدير البحري ، ويرجع
تاريخها الى ما بين الأسرة الحادية عشر والأسرة الثالثة عشر , وقد حللت بعضها.
7- المواد المختلفة عن تحنيط توت عنخ آمون أو عن
تحنيط الطفلين اللذين وجدتت موميائهما فى المقبرة , و قد عثر مابين هذة المخلفات
على أكياس صغيرة تحتوى على مادة مسحوقة وقد ثبت فيما بعد أن هذة المادة نطرون.
8- يغطى النطرون لوحة خشبية وأربع كتل خشبية , ولا
شك أنها لسند الجثة , ويغطى كذلك أربع علامات عنخ من الخشب وقطعة خشبية ذات صلة بعملية
التحنيط. وكل هذة الاشياء من الأسرة الحادية عشر وقد تم العثور عليها فى طيبة وهى
الآن موجودة بالمتحف المصرى.
9- وجد النطرون على مومياء من الدولة الوسطى وجدت بسقارة حيث عثر عليها ما يقرب من عشر كتل
صغيرة من النطرون فى تجويف الصدر.
10- وجد النطرون داخل أنسجة مومياء من الأسرة
الثانية عشر[3].
11- وجد النطرون في لفتين ملتصقتين بمومياء إمرأه
مجهوله وجدت بمقبره إمينوفيس الثاني من الأسره الثامنه عشر.
12- وجد النطرون مختلطاً بماده دهنيه في بعض
الموميات مثل جسم تحوت- مس الثالث من الأسره الثامنه عشر ، و علي جسم مرنبتاح من
الأسره التاسعه عشر , و يوجد فى أفواه و تجاويف أجسام بعض المومياوات من الأسره 22
, 23 , و يحتمل أن يكون مصدرالماده الدهنيه هو الجسم نفسه.
و لم
يستخدم النطرون خاماً فقط و لكنه أستخدم أحياناً محلولاً. و قد وجد مثل هذا
المحلول في حالتين , فالمحلول الأول وجده "برنتون" داخل إناء كانوبي وجد
في مقبره ملكيه من الاسره الثانيه عشر , و المحلول الثاني وجده "ديزنر" حيث
وجد في صندوق كانوبي من المرمر خاص بالملكه حتب حرس من الأسره الرابعه.
لكن يمكن القول بشكل عام أن النطرون يحتوي علي
الشوائب التي توجد عاده في النطرون المصري و هي ملح الطعام و كبريتات الصوديوم. و
هكذا توجد براهين كثيره علي إستعمال النطرون في التحنيط منذ الأسره الرابعه علي
وجه التأكيد إلي العصر الفارسي.
وأما السبب في إستخدام النطرون دون الملح مع أن
الملح يعدل النطرون هو أن الملح لم يكن أحسن من النطرون كعامل مزيل للماء ، و كان
النطرون أكثر وفره و أرخص أيضاً , فقد كان بلا شك النطرون أعظم عامل مطهر , و
يُحتمل أن يكون ذلك لأنه ينظف بإزاله الدهن أو الشحم كيميائياً و هو ما لا يمكن
للملح العادى أن يفعله بسهولة , و لهذا أستخدم النطرون لا الملح في كل مراسم
التطهير كالتنظيف و تطهير الفم , و لذلك سمي معمل التحنيط أو "مكان التطهير"[4].
كتبه
محمود إبراهيم
حسن كمال , طب المصرى القديم ,مكتبة مدبولى ، 1998 , ص269.
الفريد لوكاس, المواد والصناعات عند قدماء المصريين ، ترجمه
زكي إسكندر، محمد زكريا غنيم ،ص456:458.